2008/03/20

الصامتون

قراءة في ديوان للشاعر محمد حسن العمدة
( الصامتون )
بقلم : علاء الدين رمضان

( الصامتون ) ديوان للشاعر الأسواني محمد حسن العمدة، وهو ديوان مثير للأسئلة ومحفز للوعي ومعين على التلقي منذ العتبات الأولى له، إضافة إلى أنه حلقة جديدة من حلقات كتاب أقلام أسوانية.
أما الديوان فيطرح مشكلته وتجربته منذ العنوان عتبته الأولى والرئيسة، فالسواد الأعظم من أبناء أمة العرب هم الصامتون الراضخون المستسلمون المنقادون السالبون المذعنون المُستسلمون ...، وعلى الرغم من كل هذه الصفات وغيرها مما هو متعارف عليه وكثير الدوران على الألسنة، غير أن وصف الصامتون له أهمية خاصة هنا، حيث بالإمكان أن تظل هذه الشعوب تجثو تحت نير الظلم والاستبداد والضعف والضعة والتخلف والوهن، لكن الخروج عن صمتها يوماً سيكون مهيباً وقادراً على أن يقيلها من عثراتها، والشاعر لا يغفل في ديوانه الثرثرة الصامتة، ثرثرة الثغاء الجوفاء التي لا تبني ولا تقدم إلا العبء على نفسها وعلى المجتمع من حولها؛ فهو إذن عَرَضَ لأنماط من الصمت كان من أبرزها نمطي الصمت المشحون بالحديث والثرثرة التي لا تقدم إلا صمتا بل إن الصمت يترفع عن تلبسها ..، فالصمت حسب هذه الرؤية وإن كان عملية فيزيقية عدمية؛ إلا أنه يحمل بنية جدلية، قد تتسم بالسفسطة، إذا ما كان الصمت فاعلاً بمعنى أنه يوجد نتيجة لعدم وجود الكلام والإمساك عنه، والصامتون هم هذه الفئة من الناس الذين لا يستطيعون تغيير واقعهم الاجتماعي، ولكنَّ تحمُّلَهم وصمتَهم وصمودَهم لديه القدرة على ذلك .
وقد حفل الديوان بجملة من الأساليب التي اهتم بها الشاعر في صوغ تجربته، رصدنا من بينها: الاستفهام، والأمر، والنداء، والتقديم والتأخير، والتكرار؛ كما عني الشاعر بفنيات ضرورية كان لها أثرها في بناء التجربة، من قبيل: الصورة والرمز على عدة أصعدة منها: التشبيه، والتشخيص، وتراسل الحواس، والمزج بين المتناقضات .
** [ ملخص ندوة نقدية ألقاها الناقد علاء الدين رمضان بقصر ثقافة أسوان يوم الخميس 6 من مارس 2008 ] **

ليست هناك تعليقات: